في الفقه الحضاري: حول منهج جديد لدراسة حضارة الإسلام

تمس مسائل الفقه الحاضري ومناهج دراسة الحضارة الإسلامية في مدارسنا وجامعاتنا؛ هذه المناهج التي تعاني من عيوب شتى أبرزها –ولاريب- تقطيع جسد هذه الحضارة وتقديمها للطالب مزقاً وتفاريق. وهي بهذا ستفقد شخصيتها المتميزة وملامحها المتفردة التي تمنحها الخصوصية بين الحضارات، ولسوف تصير مجرد أنشطة ثقافية أو...

Full description

Bibliographic Details
Main Author: عماد الدين خليل
Format: Article
Language:Arabic
Published: International Institute of Islamic Thought 2000-07-01
Series:الفكر الإسلامي المعاصر
Online Access:https://citj.org/index.php/citj/article/view/1755
id doaj-7d018d8354494687ac090cfeb421d1f3
record_format Article
spelling doaj-7d018d8354494687ac090cfeb421d1f32021-10-03T21:40:56ZaraInternational Institute of Islamic Thoughtالفكر الإسلامي المعاصر2707-515X2707-51682000-07-01621في الفقه الحضاري: حول منهج جديد لدراسة حضارة الإسلامعماد الدين خليلتمس مسائل الفقه الحاضري ومناهج دراسة الحضارة الإسلامية في مدارسنا وجامعاتنا؛ هذه المناهج التي تعاني من عيوب شتى أبرزها –ولاريب- تقطيع جسد هذه الحضارة وتقديمها للطالب مزقاً وتفاريق. وهي بهذا ستفقد شخصيتها المتميزة وملامحها المتفردة التي تمنحها الخصوصية بين الحضارات، ولسوف تصير مجرد أنشطة ثقافية أو معرفية أو مدنية في هذا المجال أو ذاك، وقد تمتاز ببعض الخصائص، لكنها لن تعكس التصور النهائي لرؤية المنتمين إليها للحياة والعالم والوجود. إن معاهدنا وجامعاتنا تقطع سباق هذه الحضارة ووحدتا فيما تسميه "الضرورات الزمنية حيناً"، والمنهجية حيناً آخر والتخصصية حيناً ثالثاً. فدرس النشاط الاقتصادي في سنة أو سنة أو سياق، والحياة الاجتماعية في سياق آخر، والحركة العلمية في سياق ثالث والنظم الإدارية في سياق رابع. حتى إنها وهي تدرس كل واحد من هذه السياقات تتعامل معه مقطعاً مجزؤءاً لا يكاد يملك خصوصياته وتميزه على مستوى التصورات التي تصوغه والممارسات التي تنزل به إلى واقع الحياة. وهكذا تصير دراسة الحضارة الإسلامية –في نهاية الأمر– لهاثاً وراء أمور مثل مبررات الجزئية ودفاعاً عن موقف الإسلام من فرضها على أهل الكتاب، وركضاً وراء قوائم الضرائبي الأخرى. ومتابعةً للمحتسب وهو يتجول في الأسواق لمعاقبة المخالفين، كما تصير استعراضاً وصفياً صرفاً لمنظمة الدوليين التي لا أول لها ولا آخر، وللصراع على منصب الوزارة، وللترتيبات الأمنية والعسكرية للشرطة والجيش. كما تغدو في السياق العلمي تصنيفاً فجاً للعلوم النقلية والعقلية، وإحصاء للمدونات التي كتبها الأجداد. وفي سياق العمران يلقن الطلاب وصفاً مادياً مملاً لمفردات الزيارة وقياساتها وأحجامها بعيداً عن الخلفيات الرُّؤَوِيَّه التي وضعت لمساتها، وقدمتها للعالم وهي تحمل خطاباً حضارياً عز تقديره بين الثقافات. ويتخرج تلميذ الإعدادية والطالب الجامعي- وهو لا يكاد يمتلك معرفة معمقة بخصائص حضارته الإسلامية، وبالمكونات التي تميزها عن الحضارات الأخرى، فضلاً عن انه يتخرج وهو لا يمك الاعتزاز بحضارته والفخر بها، وان النشاط التدريسي في التاريخ والحضارة ينطوي بالضرورة على بعد تربوي، لكن هذا البعد يتفكك ويذوب من خلال المنهج الذي لا يكاد يمنح الطالب أي ملمح يجعله ... للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF  في اعلى يمين الصفحة. https://citj.org/index.php/citj/article/view/1755
collection DOAJ
language Arabic
format Article
sources DOAJ
author عماد الدين خليل
spellingShingle عماد الدين خليل
في الفقه الحضاري: حول منهج جديد لدراسة حضارة الإسلام
الفكر الإسلامي المعاصر
author_facet عماد الدين خليل
author_sort عماد الدين خليل
title في الفقه الحضاري: حول منهج جديد لدراسة حضارة الإسلام
title_short في الفقه الحضاري: حول منهج جديد لدراسة حضارة الإسلام
title_full في الفقه الحضاري: حول منهج جديد لدراسة حضارة الإسلام
title_fullStr في الفقه الحضاري: حول منهج جديد لدراسة حضارة الإسلام
title_full_unstemmed في الفقه الحضاري: حول منهج جديد لدراسة حضارة الإسلام
title_sort في الفقه الحضاري: حول منهج جديد لدراسة حضارة الإسلام
publisher International Institute of Islamic Thought
series الفكر الإسلامي المعاصر
issn 2707-515X
2707-5168
publishDate 2000-07-01
description تمس مسائل الفقه الحاضري ومناهج دراسة الحضارة الإسلامية في مدارسنا وجامعاتنا؛ هذه المناهج التي تعاني من عيوب شتى أبرزها –ولاريب- تقطيع جسد هذه الحضارة وتقديمها للطالب مزقاً وتفاريق. وهي بهذا ستفقد شخصيتها المتميزة وملامحها المتفردة التي تمنحها الخصوصية بين الحضارات، ولسوف تصير مجرد أنشطة ثقافية أو معرفية أو مدنية في هذا المجال أو ذاك، وقد تمتاز ببعض الخصائص، لكنها لن تعكس التصور النهائي لرؤية المنتمين إليها للحياة والعالم والوجود. إن معاهدنا وجامعاتنا تقطع سباق هذه الحضارة ووحدتا فيما تسميه "الضرورات الزمنية حيناً"، والمنهجية حيناً آخر والتخصصية حيناً ثالثاً. فدرس النشاط الاقتصادي في سنة أو سنة أو سياق، والحياة الاجتماعية في سياق آخر، والحركة العلمية في سياق ثالث والنظم الإدارية في سياق رابع. حتى إنها وهي تدرس كل واحد من هذه السياقات تتعامل معه مقطعاً مجزؤءاً لا يكاد يملك خصوصياته وتميزه على مستوى التصورات التي تصوغه والممارسات التي تنزل به إلى واقع الحياة. وهكذا تصير دراسة الحضارة الإسلامية –في نهاية الأمر– لهاثاً وراء أمور مثل مبررات الجزئية ودفاعاً عن موقف الإسلام من فرضها على أهل الكتاب، وركضاً وراء قوائم الضرائبي الأخرى. ومتابعةً للمحتسب وهو يتجول في الأسواق لمعاقبة المخالفين، كما تصير استعراضاً وصفياً صرفاً لمنظمة الدوليين التي لا أول لها ولا آخر، وللصراع على منصب الوزارة، وللترتيبات الأمنية والعسكرية للشرطة والجيش. كما تغدو في السياق العلمي تصنيفاً فجاً للعلوم النقلية والعقلية، وإحصاء للمدونات التي كتبها الأجداد. وفي سياق العمران يلقن الطلاب وصفاً مادياً مملاً لمفردات الزيارة وقياساتها وأحجامها بعيداً عن الخلفيات الرُّؤَوِيَّه التي وضعت لمساتها، وقدمتها للعالم وهي تحمل خطاباً حضارياً عز تقديره بين الثقافات. ويتخرج تلميذ الإعدادية والطالب الجامعي- وهو لا يكاد يمتلك معرفة معمقة بخصائص حضارته الإسلامية، وبالمكونات التي تميزها عن الحضارات الأخرى، فضلاً عن انه يتخرج وهو لا يمك الاعتزاز بحضارته والفخر بها، وان النشاط التدريسي في التاريخ والحضارة ينطوي بالضرورة على بعد تربوي، لكن هذا البعد يتفكك ويذوب من خلال المنهج الذي لا يكاد يمنح الطالب أي ملمح يجعله ... للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF  في اعلى يمين الصفحة.
url https://citj.org/index.php/citj/article/view/1755
work_keys_str_mv AT ʿmạdạldynkẖlyl fyạlfqhạlḥḍạryḥwlmnhjjdydldrạsẗḥḍạrẗạlạslạm
_version_ 1714214018238906368